على ابواب العيد .. احذروا ملاحم لبنانية تبيع “المثلج” على انه طازج! .. ببساطة هكذا تميزون الفرق

خاص موقع ضاحية – محمد كسرواني

على ابواب عيد الاضحى المبارك، يتهافت أهل الضاحية الجنوبية لبيروت على شراء اللحوم لأجمل وأشهى اطباق الغذاء العائلي. من الشاورما الى اللحمة المشوية، مروراً بالكاستاليتا والروستو وغيرها الكثير الكثير، معلومة واحدة قد تفوتك .. اكثر من 50% من ملاحم الضاحية تبيع اللحم المثلج على انه طازج! فما تتلذذ بطعمته من اللحم قد يكون مزيجاً اقلّه ربعه من المثلج المستورد!

كيف تميّز المثلج عن الطازج

صاحب ملحمة معروفة في المنطقة كشف لموقع “ضاحية” بعض خفايا المصلحة. يوضح أن اللحم المستورد متنوّع المصادر بين البرازيل والهند وغيرها من الدول. يتراوح وزن قطعة اللحمة الواحدة بين 2 و3 كلغ، وهي غالباً ما تكون خالية من العظم.

يقول صاحب الملحمة إن التمييز ما بين النوعين سهلٌ اذا ما “ابدع” اللحام في الغش. فاللحم الطازج (اي المذبوح في المسالخ داخل لبنان) يميل لونه الى الزهري بينما يكون لون اللحم المثلج مائل الى الأحمر الداكن، وقد يصل للون “البوردو”.

يضيف صاحب الملحمة، ان اغلب اللحوم المثلجة يتم قصها قطعاً صغيرة واضافتها الى اللحوم المفرومة، فهي لا تصلح كلحوم نيّة – إلا قليلو الدين-. وهي غالباً ما تشتريها المطاعم في اعداد المناسف والروستو والبفتاك والهامبرغر واللحم بعجين وكل ما يتحول لونه الى البني الداكن بعد الطبخ او الطهي.

من اساليب الغش الاخرى، بيع “الجلاميق” وهي قطع لحم صغيرة ممزوجة بالشحم، يتم بيعها كلحم مفروم وخلطها بالكباب والكفتة الجاهزة. والبعض يطمع بمزيد من الغش فيفرم بعضاً من الكليتين وطحال والفشّة والشحوم واللواصق وما يرمى عادةً ويضيفه الى السجق والمقانق!

الفرق بالسعر والربح مضاعف

من خلال خبرة تزيد عن 5 سنوات، يكشف صاحب الملحمة إن سعر كيلو اللحم المثلج يتراوح بين 5$ و7$ تقريباً، فيما معدل سعر كيلو الطازج النيّ في الضاحية بين 10$ و12$، ما يعني مضاعفة الربح. علماً ان أكثر من نصف لحامي الضاحية يعتمدون على المثلج خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتدني اسعار الدجاج وكثرة مطاعم السمك.

ينبّه اللحام في حديثه لموقع “ضاحية” الزبائن لضرورة التأكد من نوع اللحم الذي يشترون وخاصة خلال مراحل الفرم والمزج بالبهارات والبصل والبقدونس، لأنه – بحسب قوله – “اللحام بغش حتى إمو، واذا ما لقى حدا يغشو بغش حالو!”.

المضار وخطر الاستيراد

على المقلب الآخر تشير مصادر من المفارز الصحية في بلديات الضاحية، الى أبرز عوارض تناول اللحم “المثلج”، خاصةً إذا وصل الى الملحمة فاسداً. وتقول المصادر إن من أبرز العوارض بحسب الزبائن كانت الاسهال والألم الحاد في البطن والتقيّؤ وارتفاع في درجة الحرارة، وذلك لامتزاج اللحم بالبكتيريا والجراثيم الخطرة.

وتكشف المصادر في حديثها لموقع “ضاحية” إنه جرى خلال الفترة الماضية تلف لحوم مثلجة فاسدة من مستودع ضخم في منطقة التيرو، وآخر في الشويفات، كانت معدة للدخول الى الضاحية. وتتابع “بعضها كان فسداً لدرجة ان الديدان والحشرات الصغيرة بدأت بالخروج منها”.

وعن انتقالها الى لبنان، تؤكد المصادر الصحية ان لا ضمانة نهائياً بأن تحافظ هذه اللحوم على درجة الحرارة المطلوبة خلال عملية التصدير، ولا في مراحل الاستيراد. اذ ان بعض الملاحم لا تراعي اصلاً، عملية نقلها بطريقة صحيحة داخل لبنان. فغالباً ما تنقل من صناديق السيارات، وفي أحسن الاحوال مع قنينة مياه مثلجة.

وتتابع المصادر ان فرق سلامة الغذاء في البلديات تتابع بشكل دقيق ملف اللحوم المثلجة، فهي “على شعرة” من ان تكون فاسدة- اذا ما اتبعت شروط التخزين بدقة. فلا يحق للمفارز منع الملاحم من بيع اللحم المثلج الصالح، ولا يحق لها التدخل بصدق صاحب الملحم فيما يقوله للزبون من لحمته.

وتنبّه المصادر الصحيّة الى ضرورة تأكد الزبون من اللحمة التي يتناولها، فالثقة باللحام ليست ضمانة. ولمزيد من الطمأنينة على الزبون ان لا يرضى بلحم إلا بعد قطعه من الفخذ الكامل وهو ملاصق للعظم. وعند عملية الفرم على الزبون ان يتأكد ان لحمته لم تختلط بمزيج من اللحوم الاخرى وان لونها هو ذاته من لحظة قصها وحتى فرمها بعد اضافة البهارات – مع قليل من الفرق.

فخلال ايام العيد الاضحى المبارك بعد ايام، وانت تشتري لحمة الغذاء احذر من تكون سبباً لأيام من المرض والوجع، وكل عام وانتم بألف خير .. وسلامة!