عانت مدينة صور واهاليها من ازمة مياه خانقة في الايام الماضية سببها عدم توفر الطاقة الكهربائية لجر المياه، المتوفرة بكثرة في الينابيع، الى احياء المدينة ومنازلها، فعاش الاهالي في ظروف غير انسانية على الاطلاق، فالماء هي الحياة، ولا حياة بدونها، وإضطر بعض الاهالي لشراء صهاريج الماء بأثمان باهظة، فيما من لا قدرة لهم كانوا ينقلون المياه بواسطة الغالونات والاواني الفارغة الى منازلهم لقضاء اقل حاجات النظافة الشخصية ونظافة بيوتهم.
الازمة وجدت طريقاً مؤقتاً الى الحل من خلال قيام حزب الله بالتبرع ب 3300 ليتر مازوت، والمهندس ناصيف سقلاوي ب 3000 ليتر آخرين، لتشغيل محطة الضخ في الرشيدية والبص لعدة ايام، فعادت المياه الى المدينة بشكل جزئي وبما يكفي الحد الادنى من حاجات الناس، الا ان الازمة مرشحة لأن تتجدد بعد نفاد هذه الكمية والمقدر ان لا تكفي لاكثر من عشرة ايام بمعدل التشغيل الحالي للمضخات، اي 6 الى 8 ساعات يومياً، وبالتالي قد تكون المدينة ومحيطها على موعد جديد مع انقطاع تام للمياه عن منازلها، ولا يبدو ان هناك حلاً قريباً في الافق مع توقف معامل الكهرباء في لبنان عن العمل بشكل كلي.
موقع يا صور الذي تواصل مع مطلعين ومختصين بموضوع المياه في مدينة صور، علم من هذه المصادر الموثوقة ان توصيل المياه الى المدينة ومحطيها يقتضي تشغيل محطة الضخ في الرشيدية حيث نبع المياه الذي يغذي صور بالاضافة الى تشغيل محطة الضخ في البص – صور ، وهاتين المحطتين يلزم تشغيلهما على مولد كهربائي خاص لكل منهما يستهلكان حوالي 80 ليتراً من المازوت في كل ساعة تشغيل.
واضافت المصادر ان توصيل المياه الى صور ومحيطها يقتضي تشغيل هاتين المحطتين لست ساعات كحد ادنى يومياً بما يضمن وصول المياه الى كل المنازل ولاسيما في الحارات القديمة والاماكن المرتفعة نوعاً ما بالاضافة الى محيط المدينة كالبص ومفرق معركة وهذه المناطق تتغذى من محطة صور.
وبحسبة بسيطة يتبين التالي:
- 6 ساعات تشغيل يومياً تستهتلك ( 480 ليتر مازوت اي 24 تنكة)
( كل ساعة تشغيل 4 تنكات مازوت في صور والرشيدية)
- 480 ليتر * 30 يوم تشغيل = 14400 ليتر مازوت ( 720 تنكة مازوت )
- 720 تنكة * 790000 ليرة لبنانية للتنكة = 568.800.000 ليرة ويضاف اليها ثمن النقل
568 مليون ليرة تساوي بحسب سعر الصرف الحالي حوالي 16 الف دولار امريكي وهذا المبلغ يكفي لتزويد مدينة صور بالماء لمدة شهر كامل.
اذن، وفي حال استمرار غياب كهرباء الدولة بشكل كامل، فإن تأمين مبلغ 16 الف دولار كثمن للمازوت كافٍ لتزويد المدينة ومحطيها بالماء بشكل متواصل طيلة الشهر، وفي المحصلة فإن هذا المبلغ يعتبر مبلغاً بسيطاً اذا ما تعاونت الاطراف المعنية والمسؤولة مع بعض الشخصيات والمتبرعين لتأمينه بما يجنب المدينة واهاليها ازمة مياه جديدة ويسمح للناس بالعيش ضمن الحد الادنى من الكرامة الانسانية .... فهل من يبادر ؟؟